چکیده:
لقد شغل بنو إسرائیل حیزاً کبیراً من تاریخ الأنبیاء وتطرقت إلیه الکثیر من آیات القرآن.  فهذا القوم حسب القراءة القرآنیة التي خصصت کماً هائلاً من الآیات له، ومعظم الأنبیاء والرسل کانوا من بني إسرائیل، یُعد تیاراً فکریاً ودینیاً أساسیاً یجب تناوله باعتباره القوم الأکثر حضوراً في تاریخ الأنبیاء. فالخصائص العرقیة، والعقائدیة، والنفسیة الإستعلائیة، والنظرة المتکبرة، ونقض العهد، والتحجج والتذرع، والحسادة المقیتة، والحقد الدفین، والعداء المستمیت، وحب الدنیا، والغدر والخیانة، إلی جانب النزعة العارمة إلی السلطة والسعي للإستیلاء علی رقاب الناس، والدور السیاسي والإجتماعي الذي لعبه هذا القوم في حقبة حضور ثلاثة من أنبیاء أولوالعزم× وهم النبي موسی×، والنبي عیسی×، والبني محمد|، کلها أمور جلعت الیهود یلعبون دوراً حاسماً في التاریخ، کما جعلتهم محط اهتمام المؤرخین. إن معرفة التیارات السیاسیة الیهودیة بوصفها منهجیة تحلیلیة وظاهراتیة من منظور قصص الوحي، أوصلت هذا البحث إلی نتائج جدیدة. وعلی الرغم من قلّة التطرق إلی هذا الموضوع وعدم وجود خلفیات بحثیة تفتح الطریق أمام الباحث، جعلته یساوره القلق من الخوض في هذا المجال الوعر علمیاً، بید أنّ التحلیلات التاریخیة والتفاسیر القرآنیة شکلت خلفیة علمیة رصینة في التطرق إلی الموضوع وتناوله من زوایا مختلفة. إنّ إعادة قراءة التیارات السیاسیة الیهودیة علی أربعة مستویات وتأطیر الموضوع في أربعة أطُر معرفیة وهي «نمط سلوك المسلمین في مکّة»، و«المواطنة» في المجتمع الإسلامي في السنة الأولی في المدینة ولعب دور «المعارضة» في الحکومة الإسلامیة في الظروف المتأزّمة والتحدیات الطاحنة التي عصفت بالمدینة، وفي النهایة، اقتحام ساحات المواجهة العصیبة وبلوره مفهوم «المحارب» في الحکومة الإسلامیة، کانت من أبرز النتائج الجدیدة التي توصلت إلیها الدراسة ولم یسبق أحد التوصل إلیها قبلنا.

دانــلود