چکیده:
مرّت مؤسسة الزواج على مدى مراحل التاريخ المختلفة بمنعرجات عديدة؛ من هذه المراحل العصر الصفوي الذي دشّن فصلًا جديدًا في التاريخ الإيراني، وترتّبت على التطورات والتحولات التي حدثت فيه آثار باقية انعكست على المؤسسات الاجتماعية والسياسية والمذهبية في إيران. السؤال المطروح في هذه الورقة: ما هي ملامح الصورة التي رسمها العصر الصفوي لمؤسسة الزواج؟ الجواب نقدّمه في هذه الورقة عبر مقاربة بحثية وصفية تاريخية وبالاستعانة بالدراسات الاجتماعية والفقهية والحقوقية لنصل إلى بعض النتائج منها: تمثّل الزواج في العصر الصفوي في بعض النماذج مثل الزواج الدائم، الزواج المؤقت، شراء الزوجة، الزواج المرتّب، وزواج المقايضة، ويحمل كل نموذج من هـذه النماذج خصوصيات وآثار مشتركة. وأهم القواعد التي تنشأ عن الزواج المحرمية المبنية على القرابة والزواج اللُّحمي والزواج المتماثل أو المتكافئ. وبالإضافة إلى تعدّد النماذج كان هناك تعددًا في الزوجات أيضًا تقف وراءه عوامل مختلفة منها، كما تبيّن ذلك مذكرات السواح الأجانب، الثروة، السفر ومفارقة الزوجة وطول المكوث في بلد آخر، اختلاف الأمزجة بين الشعوب الشرقية والشعوب الغربية، نقل الجواري من بقية البلدان، وجود صيغة الزواج المؤقت، وكذلك الرغبة في كثرة الإنجاب، كلّ هذه الأسباب تتعلق بموضوع وحدة الزوجة أو تعددها في العصر الصفوي.

دانــلود