چکیده:
دراسة موقف الحوکمة الإسلامیة من النقد ومنح الرعیة حق توجیه الإنتقاد من المؤسسة الحاکمة من منظور القرآن الکریم وهو أهم مصدرٍ للفکر السیاسي في الإسلام، أمر بالغ الأهمیة ولابد من التطرق إلیه من زوایا مختلفة. ذلك لأنّ دراسة حق النقد للمواطن من شأنه أن یساعد علی تقدم البلاد الإسلامیة ویحرّك عجلة التطور والتقدم. وبما أنّ المواطن في الحوکمة الإسلامیة هو یأخذ بدفّة البلاد نحو التقدم وتحقیق التنمیة، وأنّ الحوکمة الإسلامیة تستقي شرعیتها من هذا المواطن ومدی مشارکته في العمل السیاسي وحضوره في الساحة الإجتماعیة، فإنّ هذه الدراسة تسعی لتسلیط الضوء علی مسألة حق الإنتقاد في الحوکمة الإسلامیة، ودور هذا الفرد في ضمان الحریات السیاسیة من منظور القرآن الکریم. أکّدت هذه الدراسة علی أنّ الأساس في الخطاب القرآني هو صیانة کرامة الإنسان، وصیانة القیم الأخلاقیة وإحتمال إرتکاب الأخطاء من قبل الولاة والعاملین في الحوکمة الإسلامیة، ولهذا یجب النظر إلی أنّ الإنتقاد من الحوکمة الإسلامیة من شأنه أن یقلّ الولاة والعمال العثرات ویساعدهم علی تفادي الأخطاء وتحاشي العدول عن الصواب. لهذا یجب أن ینصبّ الإنتقاد علی قضایا محوریة مثل حریّة الإنتقاد، وقبول هذا الإنتقاد برحابة صدر ورعایة جانب الإنصاف والأخلاق السامیة عند توجیه النقد؛ لا غرو أنّ حجر الأساس في عملیة الإنتقاد برمّتها هو مراعاة حقوق الآخر واحترام العادات، والتقالید، وتجنّب الدوغمائیة، والتخشّب العقلي والفکري، والمزاعم الواهیة؛ فما لم یلتزم طرفي النقد بحقوق الطرف الآخر لا یمکن خلق بیئة مواتیة للإنتقاد البنّاء في الحوکمة الإسلامیة. وقد تناول الباحثون هذا الأمر من خلال الرجوع إلی القرآن وأمّهات النصوص الدینیة والروایات والتفاسیر واعتمدوا علی منهج التفسیر الإجتهادي.

دانــلود