چکیده:
المخلص یمکن معرفة نشاطات الإنسان من خلال نزعتین تقفان وراء کل سلوك الإنسان. نزعة تکون حوافزها الحصول علی المنفعة والجزاء المادي العیني (النشاط الباحث عن الکفاءة)؛ والنزعة الأخری التي تدفع الإنسان نحو العمل والنشاط هي حوافز روحیة لامادیة (النشاط غیرالباحث عن الکفاءة). وکل من هذین العملین یظهران للعلن لقصدین؛ مجموعة من هذه النشاطات هي أفعال تُنجز بغیة إستجابة الحاجات، والرغبات والمیول الفردیة لصاحب العمل أو تظهر في دائرة محدودة؛ ومجموعة أخری هي عبارة عن مساع تأخذ حیاة الإنسان بعین الإعتبار وتقف هذه الحیاة وراءها کدافع یحرّکها نحو الإنجاز. ومن بین الأعمال البشریة الأربعة، یحظی الشق الأخیر بأهمیة بالغة. لأنّه یهدف إلی غایة مثلی تتمثل في سعادة الإنسان ولیس لغایة الهدوء والسکینة الفردیة. تسعی هذه الدراسة أن تسلّط الضوء علی العمل الروحاني المعطوف علی الحیاة الإنسانیة لدی الإمام علي× عبر المنهجیة التحلیلیة ودراسة التاریخ الثقافي لعلها تجیب علی إشکالیة محورية تتمثل في السؤال التالي: ما هو عمل الإمام علي× الروحاني ذو التوجه الحضاري؟ وهل یمکن الدفاع من هذا النوع من التوجه أم لا؟ وهل هي نزعة قابلة للدفاع؟ علی الرغم من وضع الکثیر من الدراسات وتألیف الکثیر من الکتب حول الحیاة الروحیة للإمام علي×، لکن تری هذه الدراسة أنّ الفراغ مازال قائماً ونظراً لحاجة الحیاة البشریة الحدیثة لمثل هذه التوجهات الروحیة، فإنّ من الضروري التطرق إلی هذا الموضوع ودراسته بصورة موسّعة. والمسلّمات القارّة التي تنطلق منها الدراسة هي أنّ أعمال الإمام علي× الروحیة/الدینیة کانت تهدف إلی الحیاة العلویة للبشر والتي تمثّل الجانب الأهم من الحیاة البشریة.

دانــلود