چکیده:
كان الإمام الحسن العسكري (ع) على اتصال بالمراكز الشيعية في إيران بالرغم من كونها تحت الإشراف المباشر للحكام العباسيين في سامراء. وكان استمرار هذه العلاقات يتطلب استراتيجية فعالة، كما لم تكن إدارتها في تلك الفترة التاريخية الحرجة من عصر الإمام بالمهمة السهلة؛ سيّما مع وجود تحديات عديدة. ومن خلال استراتيجية التواصل غير المباشر وإسناد الأمور إلى الوكلاء الموثوقين - كاستراتيجية متلائمة مع العصر- تمكّن (ع) من تسهيل هذه المهمة الصعبة.
تم إعداد هذا البحث بأسلوب وصفي وتحليلي، واعتمد على جمع البيانات المكتبية؛ للإجابة على سؤال: كيف كانت علاقة الإمام الحسن العسكري (ع) مع الشيعة في إيران وما هي التحديات التي واجهها للمحافظة على التواصل معهم؟ وتشير نتائج البحث إلى أن علاقات الإمام مع شيعة إيران ومراكزهم السكانية كانت تتم عن طريق الاتصالات غير المباشرة وعن طريق الوكلاء أو المراسلات. كما كان بعض أصحاب الإمام الذين يعيشون في إيران على اتصال بالإمام بطرق مختلفة. وكانت أكثر ارتباطاته تتم مع منطقة الجبل التي كانت تضم مراكز شيعية عديدة. ومن بين التحديات التي واجهها الإمام: حساسية نظام الحكم تجاه الإمام والقيود المفروضة عليه للحد من علاقته بشيعته، ووجود بعض الوكلاء المنحرفين، وبُعد المراكز الشيعية، لكن العلاقة استمرت تتحسّن وتنكفئ بين حين وآخر.

دانــلود